لأمثال هي القصص القصيرة التي تعرّفنا بمساعدة الرموز على حكمة أجيال كثيرة اكتسبتها البشرية وقد تنجح كلماتها في
الوصول إلى القلب مباشرة. حكم وأمثال الشعوب المختلفة تعكس التقاليد الثقافية المتنوعة ولكنها دائما تحث الإنسان
على التفكير وتحمل المحبة والجمال.
بذور من الله
مرة رأت امرأة في المنام أنها موجودة في دكان وفي مكان البائع الرب نفسه. فهتفت بفرح: يا رب، هل أنت هو؟ فأجاب
الرب: نعم، أنا هو. سألت المرأة: وما الذي يمكن شراءه من عندك؟ وأتى الجواب: هنا يمكن شراء كل شيء. وقالت المرأة:
في هذه الحالة أرجو أن تعطيني السعادة والصحة والحب والنجاح والكثير من المال. فابتسم الرب وذهب إلى المستودع
ليأتي بالطلبيات وبعد قليل رجع حاملا في يده علبة ورقية صغيرة. وسألت المرأة بخيبة أمل: هل هذا كل شيء؟ - نعم،
هذا كل شيء – أجاب الرب وأضاف: ألا تعرفين أنه هنا لا يباع سوى البذور؟
صليبك
كان رجل يتألم في حياته كثيرا وكان يعتبر صليبه ثقيلا جدا. وذهب مرة إلى الله وحدّثه عن ضيقاته وسأله: هل يمكنني أن
أختار صليبا آخر لنفسي؟ فابتسم الرب وأدخله إلى مستودع الصلبان قائلا: اختر ما تشاء. ودخل الرجل المستودع ونظر
واستغرب من كثرة وتنوع الصلبان فمنها الكبيرة والصغيرة والمتوسطة والثقيلة والخفيفة، وقضى في المستودع وقتا طويلا
يبحث عن أصغر وأخفّ صليب فأخيراً وجده وتقدم من الرب قائلا: يا ربي، هل يمكنني أن آخذ هذا الصليب؟ فأجاب الرب:
ولكن هذا هو صليبك أنت الذي أردت تبديله.
التشبّه بالملائكة
فكّر الراهب يوحنا في نفسه: يا ليتني أتشبه بالملائكة لأنّ كل ما يفعلونه هو تأمل عظمة الله. ففي نفس الليلة ترك الدير
متوجها إلى البرية. ولكن بعد أسبوع سمع بواب الدير أحدا يطرق الباب وسأل من هناك وكان الجواب: أنا يوحنا وأنا جوعان.
فأجاب البواب: هذا مستحيل، إن الأخ يوحنا في البرية وقد تشبه بالملائكة ولم يعد يشعر بالجوع ولا يحتاج إلى طعام. قال
يوحنا: سامحني على كبريائي، إن عمل الملائكة معاونة الناس ولذلك يعاينون مجد الله فبإمكاني معاينة هذا المجد من
خلال عملي اليومي. ففتح له البواب بعد كلمات الاتضاع هذه.
الكذب
أعلن الكاهن بعد انتهاء القداس: في يوم الأحد القادم سأتحدث معكم في موضوع الكذب. ولكي تفهموا جيدا الموضوع
الذي سيجري الحديث عنه أنصحكم بقراءة الإصحاح السابع عشر من إنجيل مرقس قبل ذلك. وفي يوم الأحد القادم أعلن
الكاهن قبل بداية العظة: أرجو من كل من قرأ الإصحاح السابع عشر أن يرفع ذراعه. فمعظم الحاضرين رفعوا أيديهم. وقال
الكاهن: إنكم فعلاً تحتاجون إلى الحديث حول الكذب، لأن إنجيل مرقس ليس فيه الإصحاح السابع عشر.
المحاكمة
ارتكب أحد الرهبان خطأ كبيرا وقرّر إخوة الدير أن يدعوا أحكم النساك لمحاكمته. لم يكن الناسك الحكيم يريد أن يأتي في
هذه المهمة ولكنه وافق أخيرا لأن الرهبان أصرّوا على ذلك. ولكن قبل الذهاب إلى هناك أخذ دلواً وثقب قعره في عدة
أماكن فملأ الدلو بالرمل وذهب إلى الدير. وعندما رأى رئيس الدير ما فعله الشيخ سأله عن معنى ذلك فأجاب: أنا جئت
لأحاكم غيري وخطاياي تجري ورائي مثل هذا الرمل في الدلو ولكن حيث أنني لا ألتفت إلى الوراء ولا أرى خطاياي
فيمكنني أن أدين الغير. فقرّر الرهبان إلغاء المحاكمة في الحال.
قيمة المَلك
أقام ملك وليمة كبيرة لأصدقائه وخدّامه لمدة أيام كثيرة ليظهر لهم غنى مملكته وعظمته الشخصية. وعندما خضع قلب
الملك لتأثير الخمر قال لأمرائه: أرغب في أن تقدّروا عظمتي وأن تقولوا لي ما هي قيمتي أنا وكل ما لديّ! فساد هدوء تام
لأن كل واحد تحيّر من هذا الأمر مفكّرا أن حتى الملائكة لا يستطيعون تقدير قيمة الملك. ولكن شيخا حكيما قال بصوت
منخفض: إن قيمتك لا تبلغ حتى ثلاثين قطقة من الفضة. فاغتاظ الملك وصرخ بصوت مرعب: هل جننت؟ إن كل خيط
ذهبي في ملابسي ثمنه أغلى! ولكن الشيخ أجاب: الله الذي خلق الكون قد بيع بثلاثين من الفضة، فهل تريد أنت أن
يكون ثمنك أكبر؟ فخجل الملك من كبريائه وأدرك أن كل ذهب العالم ومجد العالم مجرد تراب ولا يستطيع أن يعرف قيمة
الإنسان إلا الله الفاحص القلوب.
كنت أحملك على ذراعيّ
رجل عجوز قبل أن ينتقل عن هذا العالم رأى في المنام حياته كأنها سلسلة طويلة من آثار الأقدام على الرمل وبجانبها
كانت سلسلة آثار أخرى. ففهم أن الرب كان يمشي معه طوال حياته. وفي نفس الوقت رأى أن في بعض الأماكن توجد
سلسلة واحدة فقط وأدرك أن هذه الأماكن هي أصعب مراحل في حياته فحزن وتوجه إلى الرب بسؤال: ألم تقل يا رب إنه
لو تبعتك فلن تتركني ولكنك تركتني في أصعب أوقات حياتي عندما كنت بأمسّ الحاجة إليك! فأجاب الرب: لم أتركك أبدا،
في تلك الأوقات كنت أحملك على ذراعيّ...
عند الحلاق
دخل رجل صالون الحلاقة فأثناء قص الشعر والحلاقة جرى الحديث حول الله. فقال الحلاق: مهما قلت لي فإنني لا أؤمن
بأن الله موجود. فسأل الزبون: لماذا؟ فأجاب: يكفيك أن تخرج إلى الشارع لتتأكد من عدم وجود الله. قل لي: لو كان الله
موجودا فمن أين هذا العدد الهائل من المرضى والأطفال المشرّدين؟ لو كان موجودا لما كان هناك ألم وعذاب. من الصعب
أن نتصور إلهاً محبّاً يسمح بكل هذا.ففكر الزبون في نفسه وعندما انتهى الحلاق من عمله دفع له أجرته وخرج من
الصالون وفجأة رأى أمامه رجلا وجهه غير حليق فرجع إلى الصالون وطلب من الحلاق أن ينظر من الشباك وقال مشيرا إلى
الرجل المتشرد:- إن الحلاقين لا وجود لهم! - كيف ذلك؟ ها أنا ذا أمامك.- لو كانوا موجودين لما كان هناك رجال شكلهم
مهمل وغير حليق.- يا عزيزي، السبب ليس في الحلاقين، السبب أن الناس لا يأتون إليهم.- وأنا أقصد نفس الشيء: الله
موجود ولكن الناس لا يأتون إليه ولذلك كثرت الألام في العالم.
كلمات التعزية
كان رجل بار توفي ابنه فجاء أصدقاؤه لتعزيته. فجلس أمامه أحدهم قائلا: هل تسمح لي بكلمة التعزية؟ فأجاب: تفضل.
فقال: كان لجدّنا الأول آدم ابن فمات ولكن آدم تعزّى في حزنه فافعل هكذا أنت أيضا. فأجاب البار: ألا يكفيني حزني أنا
حتى أتذكر حزن آدم؟ فدخل صديق آخر ليقول له كلمة التعزية: كان لأيوب البار كثير من الأبناء والبنات وكلهم ماتوا في يوم
واحد ولكنه تعزّى في حزنه فافعل أنت هكذا! فأجاب: ألا يكفيني حزني أنا حتى أتذكر حزن أيوب؟ فدخل صديق ثالث يقول:
حدث مرة أن ملك صارم أعطى لرجل كنزا ثمينا ليحتفظ به. وكان الرجل لا يأكل ولا ينام حتى يهتمّ بذلك الكنز. فما رأيك:
عندما يأتي الملك ليأخذ الكنز فهل يعيده له الرجل بفرح أو بدموع؟ فأجاب: طبعا يعيده بفرح لأنه نفّذ ما كلّف به. فأضاف
الصديق: وهبك الله ابنا كنت ترعاه فترك هذا العالم وهو طاهر. ألا ينبغي لك أن تجد تعزية في أنك أرجعت الكنز الذي أعطي
لك لتحتفظ به؟ فأجاب البار: إنني وجدت الآن تعزية في كلامك!
إيمان مطلق
كان صيف جاف جدا وأصبح الخوف على الزرع يتملك أهل القرية. ففي إحدى أيام الأحد توجهوا إلى كاهنهم للنصيحة
قائلين له: يا أبونا يجب أن نعمل شيئا وإلا سنفقد كل ما زرعناه! فأجاب: كل ما يمكن أن تفعلوه هو أن تصلّوا بإيمان مطلق.
إن الصلاة بدون الإيمان لا تعتبر صلاة، فلا بد أن تصدر عن صميم القلب. وعلى مدى الأسبوع كان الفلاحون يجتمعون مرتين
يوميا ليتضرعوا إلى الله من أجل المطر وفي يوم الأحد جاؤوا إلى الكاهن قائلين: لم يحصل شيء أبونا فكنّا نجتمع ونصلّي
ولا نزال ننتظر المطر. فسألهم: هل تصلّون بإيمان حقّا؟ فأكّدوا على ذلك ولكنه قال: إنكم تصلّون بغير إيمان لأن لا أحد أخذ
معه المظلة متوجها إلى هنا!
أطلق الغصن
كان رجل ملحد يتمشى على حافة منحدر صخري وفجأة زلت قدمه فسقط إلى تحت ولكنه استطاع أن يتشبث بغصن
شجرة صغيرة كانت تنمو في شق الصخرة. وتملكه اليأس من أمره وهو معلّق فوق الهاوية يرى تحته حجارة ولا يجد طريقة
للصعود إلى فوق. وأخذت يداه المتشبثة بالغصن تضعف. ففكر في نفسه: إن الله وحده يستطيع أن ينقذني الآن ولكنني
لم أؤمن أبدا بوجوده، ربما كنت مخطئا. فأصبح يدعو: يا الله، إذا كنت موجودا فأنقذني فسأكون مؤمنا! لم أكن أؤمن أبدا
ولكن إذا أنقذتني الآن فمنذ هذه اللحظة أؤمن بك! فاستمرّ في هذا التضرع حتى سمع صوتا عظيما من السماء يقول: إنك
لن تؤمن! فاستغرب الرجل جدا وصرخ: أرجوك يا رب، أنا في الحقيقة أعتقد أنني سأكون مؤمنا! وكان يتضرع كثيرا حتى قال
الرب: حسنا، سأنقذك، فأطلق الغصن الآن. فصرخ الرجل: أطلق الغصن؟ هل أنا مجنون؟
الأفضل والأسوأ
كان رجل برية تم انتخابه ليكون أسقفا. فكان يرفض لمدة طويلة ولكن الإخوة أصرّوا عليه ففكر في نفسه: إنني لم أعرف
أنني مستحق، قد يكون لي شيء صالح. فظهر له الملاك في تلك اللحظة قائلا: أيها الراهب البسيط، لماذا ترفع نفسك؟
إن المكان الذي يرسلونك إليه يسكنه ناس خطاة لا بد من معاقبتهم فتم اختيارك!
التخلي عن العالم
تقدم شاب مسيحي إلى رجل مؤمن حكيم بسؤال: يا أخي، هل ينبغي لي أن أتخلى عن العالم تماما؟ فأجاب: لا تقلق،
إذا كانت حياتك مسيحية في الحقيقة فإن العالم سيتخلى عنك بنفسه.
كتاب والكتاب المقدس
جاء فيلسوف إلى ستارتس حكيم وإذ رأى أنه لا يملك شيئا سوى الكتاب المقدس أهداه التفسير الذي كان قد ألّفه. ورجع
بعد سنة ليسأل: يا أبي، هل ساعدك كتابي على فهم الكتاب المقدس بشكل أفضل؟ فأجاب الستارتس: بالعكس، كنت
مضطرّا على الرجوع إلى الكتاب المقدس لأفهم كتابك.
أسئلة وأجوبة
سأل شيخ حكيم تلميذه: ما هي أفظع مأساة في حياة الإنسان؟ فافترض التلميذ: قد تكون المأساة عندما لا يجد الإنسان
الأجوبة على أسئلته. فأجاب الحكيم: لا، إنها عندما لا يجد الأسئلة التي يجب أن يبحث عن الأجوبة عليها
الإيمان
كان هناك كاهن بسيط يواجه أسئلة غريبة ومناقشات حادة من بعض المؤمنين الجدد من رعيته وهم يتفلسفون ويتكبرون
عليه غير فاهمين أنهم في بداية طريق الإيمان. ففي إحدى المرات أثناء الجدال جاء الكاهن بوعاء زجاجي كبير وملأه
بالحجارة وسأل هؤلاء الأشخاص: هل الوعاء مملوء؟ فأجابوا بثقة أنه كذلك. فأضاف الكاهن حبات الفاصوليا في الوعاء وهزّه
فملأت الفاصوليا الفراغ بين الحجارة فسأل من جديد: هل الوعاء مملوء؟ فجاء الجواب بشيء من التردد. بعد ذلك سكب
كيسا من الرمل في الوعاء مكررا السؤال وأخيرا صبّ عدة أكواب من الماء قائلا: إن الحجارة هي ما قرأتموه عن الإيمان،
والفاصوليا هي أعمالكم والرمل هو خبرتكم أما الماء فنعمة إلهية. وكلما أسرعتم في الظن أنكم عرفتم كل شيء كلما
تقلّص الأمل في امتلائكم.
مدى معرفة العالم
دخل مرة شيخ مع تلميذه مدينة كبيرة للتبشير بالإيمان المسيحي فيها. وتقدم إليه أحد سكان المدينة قائلا: يا أبي، إن
أهل هذه المدينة لا يحتاجون إلى عظاتك لأن قلوبهم غليظة تقاوم كلمة الحق ولا يريدون التعلم فلا داعي لهدر وقتك
معهم. فنظر إليه الشيخ وقال: إنك على حق. بعد دقائق تقدم منهما مسيحي آخر ليقول: يا أبي، إن أهل هذه المدينة
سيرحّبون بك ويستقبلونك بحفاوة لأنهم في انتظارك وفي انتظار كلمة الإنجيل الثمينة من فمك، ولديهم شوق إلى التعلم
والخدمة وقلوبهم وعقولهم مفتوحة أمامك. فنظر إليه الشيخ وقال: إنك على حق. واستغرب تلميذه وسأله: يا أبي، لماذا
أجبت بنفس الكلام لكلاهما رغم أنهما قالا أشياء متناقضة؟ فقال الشيخ: إنك على حق، ولكن كما لاحظت عبّر كل واحد
منهما بصراحة عمّا يعكس تصوّره للعالم، فالأول لا يرى في كل شيء إلا الشر، أما الثاني فيبحث عن الخير. لكل واحد
خبرته في معرفة العالم، وكلاهما عبّرا عن جزء من الحق.
الإله الرحوم
سأل جندي أحد الشيوخ إذا كان الله يمنح المغفرة للخطاة. فقال الشيخ: قل لي يا حبيبي، إذا تمزّق رداؤك فهل ترميه؟
أجاب الجندي: لا، بل أصلحه وألبسه من جديد. فقال الشيخ: إذا كنت أنت تهتمّ بردائك، فكيف لا يهتمّ الله بصورته ولا
يرحمها؟
مثل المسامير
كان هناك شاب عاطفي سريع الغضب فأعطاه مرة أبوه كيسا صغيرا مع المسامير وأمره بدقّ مسمار واحد على عامود في
السور كلما يتملكه الغضب. فوجد في اليوم الأول عدة عشرات من المسامير في العامود. وفي الأسبوع التالي أصبح عدد
المسامير يتقلص من يوم إلى آخر لأن الشاب أدرك أن ضبط الغضب أحسن من دق المسامير. وجاء يوم لم يفقد فيه رباطة
جأشه ولا مرة فأخبر بذلك والده فطلب الوالد من ابنه أن يخرج مسمارا من العامود كلما نجح في أن يتمالك نفسه عند
الغضب. فبعد مرور الوقت جاء الشاب إلى أبيه ليخبره بأن العامود أصبح خاليا من المسامير. فخرج الوالد وقال مشيرا إلى
العامود: إنك نجحت في هذا الواجب، ولكن هل ترى كل هذه الثقوب؟ إن العامود لن يعود إلى شكله السابق أبدا. عندما
تقول ما يجرح إنسانا آخر يبقى في نفسه ندب مثل هذه الثقوب، حتى لو اعتذرت أكثر من مرة.
الرهبان الثلاثة
كان هناك ثلاثة رهبان مجتهدين فاختار الأول أن يكرّس نفسه للمصالحة بين الناس المتنازعين وقرر الثاني زيارة المرضى أما
الثالث فتوجه إلى البرية. فبعد مرور الوقت فشل الأول في مهمّته بسبب كثرة النزاعات وجاء إلى الراهب الثاني فوجده في
اكتئاب أيضا. فقررا زيارة ساكن البرية وأخبراه بأحزانهما فطلبا منه أن يحدثهما عما قد فعله في مكان نسكه. فسكب
الراهب الماء في الوعاء وطلب أن ينظرا فيه. فوجدا الماء معكرا، وبعد قليل قال لهما: انظرا، الماء قد استقرّ. فنظرا ووجدا
وجهيهما معكوسة كما في المرآة. فقال لهما: هكذا هو الإنسان عندما يعيش بين الناس لا يرى خطاياه، ولكن عندما يبدأ
حياة الصمت وخاصة في البرية تتجلى خطاياه وعيوبه.
التفاح
اشترى رجل بيتا جديدا جميلا مع بستان فيه أشجار الفاكهة. وكان يسكن بجانبه جار حسود يحاول أن يعكّر مزاجه كل يوم
ويرمي الزبالة تحت باب بيته الخ. وذات صباح استيقظ الرجل في مزاج جيد وخرج من البيت وإذا بدلو مع المخلفات عند
الباب. فأخذ الرجل الدلو وفرّغه من المخلفات ونظّفه جيدا وملأه بأجمل وأكبر وألذّ التفاحات وتوجه إلى جاره. فعندما سمعه
الجار يدقّ الباب فكّر بشماتة: أخيرا جعلته يتنرفز! ولكن الرجل مدّ له الدلو مع التفاح قائلا: لكل واحد كنزه!
العسل
جاء راهب إلى شيخه قائلا: يا أبي، كم من مرة زرتك واعترفت لك بخطاياي وسمعت كلمة الإرشاد منك ومع ذلك لا
أستطيع تغيير ذاتي. فما الفائدة من زياراتك إذا وقعت في نفس الخطايا بعد الحديث معك؟ وأجاب الشيخ: يا ابني، خذ
وعائين فخاريين أحدهما مملوء بالعسل والثاني فارغ. فعمل التلميذ ذلك، وقال له معلمه: اسكب العسل من الوعاء إلى
وعاء آخر عدة مرات. وبعد أن عمل ذلك قال له: انظر إلى الوعاء الفارغ وشم رائحته. فأجاب التلميذ: الوعاء الفارغ يبعث
رائحة العسل وبقي قليل من العسل في قاعه. فقال الشيخ: وهكذا إرشادي يترك أثرا في نفسك. إذا تعلمت ولو جزءا من
الفضيلة في هذه الحياة فالرب الرحوم يملأ الفراغ ويخلّص نفسك. وكما أن ربة المنزل لا تضع الفلفل في وعاء يبعث رائحة
العسل هكذا الله لا يرفضك إذا احتفظت بقليل من البر في نفسك..[center]